يزنس قش الأرز.. إعادة التدوير «تبتلع» السحابة السوداء
يزنس قش الأرز.. إعادة التدوير «تبتلع» السحابة السوداء


تحقيق| بيزنس قش الأرز.. إعادة التدوير «تبتلع» السحابة السوداء

بوابة أخبار اليوم

السبت، 10 أكتوبر 2020 - 06:02 م

ريم حمادة 


غمامة وسحابة سوداء تغطي سماء المحروسة.. إذاً فنحن الآن فى شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام والسبب قيام فلاحو ومزارعو الأرز بالتخلص من قشه وحرقه وهي عادة امتدت خلال الأعوام الماضية تؤرق مضاجع المواطنين وتحرِّم عليهم استنشاق هواءً نقياً إلى أن نجحت جهود الحكومة المصرية ممثلة في وزارتي البيئة والزراعة والأجهزة التنفيذية بالمحافظات في القضاء على تلك الأزمة.

 

بالفعل حولت الحكومة النقمة إلى نعمة كقيمة مضافة يزيد من دخل الفلاح وكذلك الحفاظ على البيئة، ومن ثم عدم تخط المنطقة الآمنة بمؤشرات رصد التلوث، تطبيقا للبروتوكول الموقع بين جميع الأطراف المعنية. 

 

بداية أشاد عدد من الفلاحين بمحافظة الدقهلية بالدور الكبير الذي تقوم به وزارتا البيئة والزراعة هذا العام وهو ما دفعهم إلى البعد عن الحرق وكبس القش للاستفادة منه مادياً ومنع خطره البيئي والصحي؛ حيث يقول أحمد رمضان أحد الفلاحين من محافظة الدقهلية: "لا نحرق قش الأرز بل نكبسه بالمكابس الخاصة بالأفراد ولدينا مواشي تأكل هذا القش ونضع عليه المولاس وهي مادة سائلة مستخرجة من مصانع البنجر وتشبه العسل وهنا يتحول إلى علف قد لا يكون ذا فائدة صحية للمواشي لكنه يملأ معدتهم، ومن يحرق القش قد يكون فلاحاً وقته ضيق أو لا يملك المال لدفع تكاليف الكبس".

 

 

بينما يؤكد محمد محمود أحد المزارعين من المنصورة: "نصنع الأعلاف من قش الأرز والمصانع تشتريه لصناعة الأوراق وبعضهم يصدره، وبعض الفلاحين يجلبون القش للأراضي الصحراوية المراد استصلاحها بغرض الزراعة".

 

اقرأ أيضًا| «الزراعة»: جمع وتدوير أكثر من مليون طنا من «قش الأرز» في 6 محافظات

 

ويذكر فايد عنتر أحد المتعهدين بمحافظة الغربية: أنه "يقوم بشراء القش من الفلاح  ولكن يختلف سعره من منطقة لأخرى ونقوم بكبسه وتصنيعه للمزارع المختلفة، واعتبرت هذا المشروع بديلاً عن أى وظيفة، بل ويعمل معى بالمشروع عدد كبير من الشباب مايقرب من 50 شاب سواء على مكن الفرم والمكابس، وبفضل الله أحقق من ورائه أرباح".

 

ويضيف أنه بعد انتهاء موسم الحصاد نتفرغ باقي العام على تسويق ما تم كبسه، لافتاً إلى أنه يملك عدد من المعدات والآلات إلا أن مكن الكبس يتم استئجاره من وزارة البيئة مؤكداً أن السعر الذى تؤجر به الوزارة ليس رمزياً، وإنما اعتبره سعر غالى حيث يقف سعر الإيجار في اليوم لمكنة الكبس الواحدة 450 جنيه في اليوم.

 

ومضى في حديثه: "الوزارة تعتقد أن السعر رمزى ولكن سعر إيجار المكبس الواحد بالشهر 13.5 ألف جنيه في الشهر أي المكبسين 27 ألف في الشهر".

 

 

وعلى الجانب الآخر، يقول الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إن المستهدف هذا العام  بالتعاون مع  رئيس قطاع شؤون الفروع بوزارة البيئة، طبقاً لبرتوكول موقع بين وزارتي الزراعة وإستصلاح الأراضي ووزارة البيئة هو تنفيذ البرتوكول بـ6 محافظات، وذلك خلال موسم جمع قش الأرز، والذي يبدأ في سبتمبر، وينتهى أوائل نوفمبر.

 

اقرأ أيضًا| نقيب الزراعيين: «قش الأرز» يضيف عائدا اقتصاديا للفلاح

 

وأشار إلى أن تنفيذ بمحافظات الشرقية والدقهلية والبحيرة والقليوبية وكفر الشيخ والغربية، وهي المحافظات الأكثر مساحة في زراعة الأرز، باستثناء القليوبية فهي ليست ضمن المحافظات الرئيسية لزراعة الأرز لأنها من المحافظات الممنوع زراعة الأرز فيها، ولكنها داخل البروتوكول لأن  بها بعض المساحات المزروعة بالمخالفة، ويتم اتخاذ اللازم مع المخالفين لتعليمات وزارة الري في هذا الشأن.

 

وتابع عزوز أن الهدف الأساسي من البروتوكول الحد من الآثار السلبية للسحابة السوداء التى تتكون نتيجة حرق قش الأرز أو حرق أياً من المخلفات والمتبقيات الزارعية بصفة عامة. وعن آلية العمل يقول عزوز، أن يتم عمل نقاط لتجميع مخلفات قش الأرز بعد شرائها من الفلاح عن طريق المتعهدين بعد الحصاد، ويتم كبسه في بآلات وتجميعه في مواقع معينة مختارة من قبل مديرية الزراعة في كل محافظة وجهاز شؤون البيئة، وهناك جزء  آخر يتم فرمه بعد تجميعه، ويستخدم في عمل سماد عضوي ، وعمل أعلاف غير تقليدية.  

 

ونبه إلى أن دور وزارة الزراعة أيضاً عمل ندوات إرشادية مع الفلاحين، يعرف خلالها المزارع أهمية الاستفادة من قش الأرز، ومخاطر حرق تلك المخلفات، وأن قش الأرز أصبح مادة خام لها قيمة وطلب يتهاتف عليه الشركات مضيفاً أنه  حتى الأن تم فتح  موقع لتجميع فش الأرز وتم حصاد  ألف فدان.

 

 

ويشدد عصام عامر رئيس قطاع شؤون الفروع بوزارة البيئة، أن وزارة البيئة تتعاون مع وزارة الزراعة كل عام في ثلاثة برتوكولات ، أولهم بتروكول لتدوير المخلفات إلى سماد وأعلاف، والثاني بروتوكول تجميع المخلفات، والأخير خاص بتأجير المعدات والآلات الخاصة بالفرم بأسعار رمزية.

 

اقرأ أيضًا| «الزراعة» و«البيئة» يتابعون أعمال منظومة جمع وتدوير قش الأرز فى الشرقية

 

ويؤكد أن البرتوكول الثاني الخاص بالتجميع تم وقفه منذ عامين، فكانت وزارة البيئة تدعم المتعهدين الذين يتولون مهمة تجميع قش الأرز وفرمه بـ50 جنيه عن كل طن وتم إلغاء هذا البروتوكول لأنه أصبح لدينا قائمة من المتعهدين تتعدي 800 متعهد نتعامل معهم كل عام وأصبح لديهم معداتهم، وبدأوا يربحون فقمنا برفع الدعم توفيراً لميزانية الدولة.

 

وفيما يخص الأسعار يقول عامر إن الفلاح بالسابق كان لا يستفيد من قش الأرز وكان كل أمنيته التخلص منه حتى لا يُحرر له محضر عند حرقه، ولكن حالياً أصبح قش الأرز له سعر ففي محافظ الشرقية مسَّعر بألف جنيه على الفدان، وفي كفر الشيخ 600 جنيه والدقهلية1200 جنيه.

 

وذكر أنه خلال شهر سبتمبر أقامت وزارة البيئة حملات توعية في القري من خلال مكبرات الصوت  أو من خلال اللقاءات المصغرة مع الفلاحين  لظروف كورونا حيث تعدت 3 آلاف لقاء توعوي.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة